مسافر تحت القطار

لا تسألونى عن عنوانى

وان سألتم

عليكم الانتظار

لن تفهمونى

وان فهمتم

سأدعى الانكار

على ما يبدو أنى أحب الغموض كثيرا

او أنى احب ان الفت الانظار

ان قلت شيئا غريبا أتركونى على سجيتى

وسيتنهى الامر بالابهار

فقدت تذكره حياتى ذات يوم

رغم شغفى وحبى للأسفار

وعندما عدت للحياه فقدت مقعدى

ولكن هكذا الزمن دوار

قررت السفر معكم رغم كل هذا

ولكن هذه المره تحت القطار

وقريبا من العجلات وضعت مكتبى

وسريرى فوق علبه السولار

وصوت الفرامل كثيرا ما يؤرقنى

ويلسعنى الشرار

لم اعد ارى من الناس غير ارجلهم

واحذيه يملأها الغبار

وعرفت الناس من شكل احذيتهم

منهم من يعيش برغد

ومنهم من يعيش بأفتقار

حتى الجوارب كانت تدل على صغائرهم

وعلى من يعتقد انه من الكبار

ورأيت الوانا تاره تكون مزركشه

واخرى يعلوها الصفار

ونعال ذابت من السير على الرمال

واخرى تحتفظ بقوامها من السير على المضمار

واخرى كانت تخاصم الاسكافى

صاحبها يتألم من غرز مسمار

ورأيت احذيه من ضخامتها

اشعر ان فوقها سياره وهى اطار

وعند المحطات ارى حقائبهم جنبا الى جنب

مكدسه باستمرار

تذكرت ساعتها الغنى الذى كان يملأخزائنه

ولا يعرف منتهى الاعمار

وعرفت انى قد اموت مجددا

وياتى الوقت الذى لا تقبل به الاعذار

وخشيت من كثره متاع الناس انه

قد ينقلب القطار

فألقيت حذائى ظتا انه يخفف الوزن

وماذا يفيد الحذاء فى نهايه المشوار

فائده الحذاء انه يحمينا من الاشواك

والاشواك مانبتت الامن زمره الاشرار

محطتى الاخيره لا احتاج لحذائى

ولن اخاف الحر والبرد والامطار

وسأنعم بنور الرب ينسينى حاجياتى

وسيغطى ظلامى شده الانوار